نظر إلى السحابة ذات يومٍ وقال:
.
(في أي مكان شئتِ أمطرى فسيحمل إليّ خراجك إن شاء الله )
.
أي بمعنى زكاتك ستأتي لبيت المال عندي. دلالة على سعة دولته وبلوغها أوج عظمتها في عصره. بقى في خلافته أكثر
.
من ثلاث و عشرين سنة في الدولة العباسية.
.
هو
.
هارون الرشيـــد
.
صاحب الصورة التي تمر على الذهن حين يذكر اسمه
.
خمر ونساء ومجالس غناء
===
قيل عنه :
.
فمن يطلب لقاءك أو يرده
*
فبالحرمين أو أقصى الثغور
.
حيث كان هارون الرشيد يحج كل عام .. ولا يمنعه عن الحج شىء سوى الغزو والجـهاد
.
وقال أبو معاوية الضرير:
.
ما ذكرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين يدي الرشيد إلا قال صلى الله على سيدي وحدثه بحديثه صلى الله عليه
وآله وسلم
"ووددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحي فأقتل"
فبكى حتى انتحب.
*
اشتهر بحروبه ضد الروم .. قبل توليه الخلافة وبعدها
.
فقام بتنظيم الثغور المطلة على بلاد الروم على نحو لم يعرف من قبل
.
فعمرها بالجند وزاد فى تحصيناتها وعزل الجزيرة وقنسرين عن الثغور وجعلها منطقة واحدة
.
عاصمتها أنطاكية لتكون الخط الثاني للثغور الملاصقة للروم
.
واهتم بتولية كبار القادة عليها لأهميتها
.
وأعاد للأسطول الإسلامي نشاطه وحيويته ليواصل دعمه فى جهاد مع الروم
.
وليسيطر على الملاحة فى البحر المتوسط , فأقام دارا لصناعة السفن , وفكر فى ربط البحر الأحمر والبحر المتوسط
.
وفتح بعض جزر البحر المتوسط مثل "رودس " و"قبرص " و"كريت "
.
فأجبر ملكة دولة الروم على طلب الهدنة والمصالحة مقابل دفع جزية سنوية له
.
ولكن كعادتهم
.
نقض إمبراطور الروم الذى خلف الملكة المعاهدة وكتب إلى هارون الرشيد
.
" من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب , أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلى أقامتك مقام الأخ فحملت إليك
من أموالها لكن ذاك ضعف النساء وحمقتهن فإذا قرأت كتابى فاردد ما حصل قبلك من أموالها وأفتد نفسك
وإلا فالحرب بيننا وبينك
.
فاستسلم هارون الرشيد فورا لمطالبة ودعاه لمأدبة عظيمة كأشارة لرغبته فى الصلح
وكانت مأدبة الطعام عظيمة فيحكى المؤرخون انها امتلأت بأنواع الخمور إرضاءا لملك الروم
وأحضر هارون الرشيد الغانيات والراقصات بقصد إسعاد نقفور ومن ثم يحصل على العفو
.
لأ طبعا .. انا بهزر
.
نرجع للجد
.
رد هارون الرشيد :
.
" من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم , قد قرأت كتابك والجواب ما تراه دون أن تسمعه , والسلام "
.
وخرج بنفسه حتى وصل هرقلة وهي مدينة بقرب القسطنطينية فاضطر نقفور إلى الصلح وحمل مال الجزية إلى الخليفة ,
لكنه عاد لينقض الهدنة بعد عودة هارون الرشيد , فعاد هارون الرشيد إلى قتاله وهزمه وقتل أربعين ألفا من جيشه
.
وجرح نقفور نفسه , وفى العام التالي 189هـ حدث الفداء بين المسلمين والروم ولم يبق مسلم فى الأسر
.
والعديد من الغزوات ضد الروم فى عهد الخليفة المجاهد العظيم هارون الرشيد
.
وظل عهده بين جهاد وحج
.
حتى جاء عام 192هـ حين خرج لخراسان لإخماد بعض الفتن والثورات فلما بلغ مدينة طوس توفى فى 193هـ
.
وانتهى العصر الذهبى للدولة العباسيـة
.
وبدأ تشويه صورته
.
فنعتذر بكلمة حق

كلمة حق..!!


" رجل أوروبا المريـض "
.
الوصف الشهير الذى يوصف به السلطان العثماني واللى درسناه فى المدارس
هو صادق ..ولكن فى فترة ما واصفًا ضعف الدولة
فلم يكن كل سلاطين الدولة العثمانية رجال مرضى
وظلم كبير ان يتم التركيز على مراحل ضعف وسقوط العثمانيين
مما يرسم صورة لها فى أذهاننا انها دولة ضعيفة لا حول لها ولا قوة
وتجاهل مراحل قوتها وسطوتها
.
.
الدولة العثمانية فى مرحلة القوة
نبذة صغيرة.. تحوي الكثــــــــــير
.
العثمانيون ظلوا فى حروب وجهاد ضد أعداء الإسلام أكثر من 6 قرون
ويكفيهم فخرًا أنهم فتحوا القسطنطينية بعد ان عجز من سبقهم عن فتحها
واستطاعوا ان يفتحوا بلادا لم يطأها أحد من المسلمين قبلهم
فامتدت فتوحاتهم إلى قلب اوروبا : ففتحوا اليونان ويوغوسلافيا
( الصرب والجبل الاسود الآن)
والبوسنة والهرسك وألبانيا ومقدونيا وبلغاريا ورومانيا والمجر ويسارابيا وأوكرانيا وقبرص
وأجزاء واسعة من روسيا والنمسا وبولندا وسلوفاكيا وإيطاليا
كما فتحوا ما بقى من آسيا الصغرى - تركيا حاليا - وأرمينيا وجورجيا وكافة بلاد القوقاز
وتوقفت فتوحاتهم عند أسوار فيينا
كتير صح
.
.
طب سؤال أكيد بنسأله .. ليه التشويه ده ؟
بالمقارنة بكل خلافات التاريخ الاسلامي.. اشمعنى الدولة العثمانية بالذات اللى نالها التشويه
الإجابة ببساطة
.
كان العثمانيين بيقاتلوا أوروبا فى الجهات الأربع الأصلية فى نفس الوقت
من الغرب بـــيــتــصدوا لإمبـــراطــورية النــمسا والإســبان فــى المــغرب العربي
ومـــن الجـــنــوب يـــقــفــوا فــى وجه البرتــــــغـاليـين فــى الجـــزيرة العـــــربـــية
ومــن الـشمال بـيــضــغــطوا عـلى روســـيا مــن أجـــل الشـــراكسة المـــســلمين
ومن الشرق بيحاربوا الشيعة المتحالفين مع الصليبيين ضد الدولة العثمانية السنيّة
.
فهننتظر ايه من أوروبا إلا التشويه
.
وترصد السلبيات والعثرات بل والمبالغة فيها وتجاهل الايجابيات
وتصوير اى حركة ضد الدولة العثمانية نصر للسواء سواء كان مسلمين او نصارى
وجاءت افكار أوروبا القومية لتفريق المسلمين وللأسف صدقهم الجاهلين بالدين وهى ان الدولة العثمانية هي المسئولة
عن تخلف وضياع المسلمين وان الوسيلة للنهوض بالامة الاسلامية هي بالتقليد الأعمي لأوروبا لنصل لتقدمهم
ويكفى ذكر الموقف المشرف المعروف للسلطان العثماني عبد الحميد الذى رفض المطامع الصهيونية فى فلسطين
ورفض السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين
.
.
وخطابه الشهير /
أنصح الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية فى هذا الموضوع فإنى لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض
فلسطين , فهي ليست ملك يميني .. بل ملك الأمة الإسلامية , ولقد جاهد شعبي فى سبيل هذه الأرض , ورواها
بدمه .. فليحتفظ اليهود بملايينهم وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن , أما
وأنا حي فإن عمل المبضع فى بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة , وهذا أمر لا يكون ,إنى
لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة "
من أقوى الردود على الصهاينة
على لسان
رجل أوروبا المريـض !

ذـكريـات مسـروقة




يا الله .. لم يرث الصبي الملامح الجميلة فقط من امه , بل ورث كتابا يحوى صفحات وصفحات قد كتبها اجداده ومن

بعدهم والديه .. ذكريات زمن جميل, وآن آوان ان يشارك بكلماته فيه .. لتظل تتوارثه الاجيال

كان قد وعد امه قبل وفاتها ان يحافظ عليه..كيف لا وهو أغلى ما يملك !..رائحة الكتاب تغمره بشعور رائع..تنقله من الواقع الى ذكريات من اجمل ما يكون ..

وكبر الصبى مفتخرا بما ورث , وكل يوم يفتح إحدى الصفحات ليقرأها مرارا..حتى صار يحفظها عن ظهر قلب.., ويوماً..والشاب نائما..دخل رجل غريب .. مخيف دخل فى الظلام.., لم يتعثر..فهو يعلم مراده..ويعلم أين يجده فقد أعدّ لهذا اليوم منذ سنوات , كان يراقب الشاب يوما بعد يوم ويدرس خطاه ويعلم تفاصيل يومه..سار حتى وصل للكتـاب فلمعت عيناه فرحا وأمسك به وهمّ بالرحيل, لكن صوت خطواته أيقظت الشـاب ...صرخ .. "من أنت؟؟ !

رد متبجحا .. "أنت..ماذا تريد ؟؟

قام الشاب من مكانه ولم يجد ما يمسك به ليـدافع عن ملكه .. سوى حبه وتعلقه بالكتـاب

وطلب منه إعادته..فرفض,,همّ الشاب ليضربه بيديه..فأمسك بها الآخر وصفعه بقوة مرات ومرات حتى وقع الشـاب متألماً على الأرض..

همهم بصوت مسموع ..
" .. كتـابي..عمرى..أعده لي ..أعده لي "

. وزحف جاذبا إياه من قدميه فوقع الرجل ...

! جذب صوت الإرتطام أحد الجيـران الذى جاء مسرعاً والذى بدا وكأنه كان يراقب الموقف فى صمـت من بعيـد

..فاستطاع ان يوقف الصـراع وجلس بينهم مستفسراً عن المشكلة

"قال الشاب متألما : " كتابي..لقد سرقه

"فرد المقنع مدافعا " بل هو كتابي..هو بيدي الآن وقد اغتصبه مني منذ سنـوات وحان وقت استرجاعه

فأقترح الجار تقسيم الكتاب بينهم

"! صرخ الشاب .. " لا ! , هو لي..والله لي .. هو السارق !!! , كيف تقتسم كتابا ..هو حقي

لم يأبه الجار لصراخ الشاب , واكتفى بقبول الرجل المقنع لإقتراحه ..وامسك الكتاب..وأخذ ينتزع صفحاته فيرمي صفحة للشـاب .. ويعطى الآخر مثلها , والشاب يبكى ولا يستطيع الحراك .

.يلمح صفحة عنوانها " يـوم ميلاده "وتذكر محتواها فأخذ يبكي..والصفحات تقع واحده تلو الاخرى أمام عينيه ..

ولم يستطع انقاذه...حتى انتهى الجار من تقسيم الكتاب , فلملم المقنع نصيبه ورحـل..

وتركوا الشاب متألما وسط أوراقه.. ولا أحد يكترث..


*

*

*

=========

الشخصيات الحقيقة.

الشـاب : فلسـطـيني

المقنع : صهيوني

الجـار : بـريطانيا

الكتـاب : أرض فلسطين

الحـدث : لجنة بيل وقرار تقسيم فلسطين 1936