ذـكريـات مسـروقة




يا الله .. لم يرث الصبي الملامح الجميلة فقط من امه , بل ورث كتابا يحوى صفحات وصفحات قد كتبها اجداده ومن

بعدهم والديه .. ذكريات زمن جميل, وآن آوان ان يشارك بكلماته فيه .. لتظل تتوارثه الاجيال

كان قد وعد امه قبل وفاتها ان يحافظ عليه..كيف لا وهو أغلى ما يملك !..رائحة الكتاب تغمره بشعور رائع..تنقله من الواقع الى ذكريات من اجمل ما يكون ..

وكبر الصبى مفتخرا بما ورث , وكل يوم يفتح إحدى الصفحات ليقرأها مرارا..حتى صار يحفظها عن ظهر قلب.., ويوماً..والشاب نائما..دخل رجل غريب .. مخيف دخل فى الظلام.., لم يتعثر..فهو يعلم مراده..ويعلم أين يجده فقد أعدّ لهذا اليوم منذ سنوات , كان يراقب الشاب يوما بعد يوم ويدرس خطاه ويعلم تفاصيل يومه..سار حتى وصل للكتـاب فلمعت عيناه فرحا وأمسك به وهمّ بالرحيل, لكن صوت خطواته أيقظت الشـاب ...صرخ .. "من أنت؟؟ !

رد متبجحا .. "أنت..ماذا تريد ؟؟

قام الشاب من مكانه ولم يجد ما يمسك به ليـدافع عن ملكه .. سوى حبه وتعلقه بالكتـاب

وطلب منه إعادته..فرفض,,همّ الشاب ليضربه بيديه..فأمسك بها الآخر وصفعه بقوة مرات ومرات حتى وقع الشـاب متألماً على الأرض..

همهم بصوت مسموع ..
" .. كتـابي..عمرى..أعده لي ..أعده لي "

. وزحف جاذبا إياه من قدميه فوقع الرجل ...

! جذب صوت الإرتطام أحد الجيـران الذى جاء مسرعاً والذى بدا وكأنه كان يراقب الموقف فى صمـت من بعيـد

..فاستطاع ان يوقف الصـراع وجلس بينهم مستفسراً عن المشكلة

"قال الشاب متألما : " كتابي..لقد سرقه

"فرد المقنع مدافعا " بل هو كتابي..هو بيدي الآن وقد اغتصبه مني منذ سنـوات وحان وقت استرجاعه

فأقترح الجار تقسيم الكتاب بينهم

"! صرخ الشاب .. " لا ! , هو لي..والله لي .. هو السارق !!! , كيف تقتسم كتابا ..هو حقي

لم يأبه الجار لصراخ الشاب , واكتفى بقبول الرجل المقنع لإقتراحه ..وامسك الكتاب..وأخذ ينتزع صفحاته فيرمي صفحة للشـاب .. ويعطى الآخر مثلها , والشاب يبكى ولا يستطيع الحراك .

.يلمح صفحة عنوانها " يـوم ميلاده "وتذكر محتواها فأخذ يبكي..والصفحات تقع واحده تلو الاخرى أمام عينيه ..

ولم يستطع انقاذه...حتى انتهى الجار من تقسيم الكتاب , فلملم المقنع نصيبه ورحـل..

وتركوا الشاب متألما وسط أوراقه.. ولا أحد يكترث..


*

*

*

=========

الشخصيات الحقيقة.

الشـاب : فلسـطـيني

المقنع : صهيوني

الجـار : بـريطانيا

الكتـاب : أرض فلسطين

الحـدث : لجنة بيل وقرار تقسيم فلسطين 1936

3 comments:

هما التاريخيين كده يعرضوا للموضوع أحلى عرض... وبجد أجدتي الوصف... جزاكي الله خيرا على البوست الرائع ده وربنا يفرجها على أمة محمددعواتك ياقمر...

June 2, 2009 at 1:16 PM  
امنية said...

دودى

سعيدة جدا بتعليقك

ربنا يكرمك

الدعوات محفوظة بإذن الله

June 3, 2009 at 8:12 PM  

وصف دقيق

وتشبيه رائع

موضوع متميز كالعادة..

سلمت أناملك يا أمنية

( .... )

June 25, 2009 at 3:05 PM